جماعة سلا تنظم لقاء تواصليا حول: ” الحصول على المعلومة دعامة لانفتاح الجماعة: نظام المعلومات الجغرافية بسلا نموذجا”.
احتضن قصر المؤتمرات بالولجة بسلا، يوم الأربعاء 18 ماي 2022 ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، لقاء تواصليا حول: ” الحصول على المعلومة دعامة لانفتاح الجماعة: نظام المعلومات الجغرافية بسلا نموذجا”.
اللقاء الذي تولى تسيير أعماله الاستاذ عبد القادر دنيا، عرف حضور برلمانيين وممثلين عن المجالس المحلية المنتخبة ومجلس الجهة واكادميين وممثلين عن المصالح الخارجية وفاعلين جمعويين ومهتمين واعلاميين وموظفين.
في بداية اللقاء ألقى السيد عمر السنتيسي رئيس المجلس الجماعي لسلا كلمة افتتاحية رحب فيها بالحاضرين وشكرهم على حضورهم أشغال هذا اللقاء التواصلي الذي تنظمه جماعة سلا حول موضوع يكتسي أهمية كبيرة، ويحظى باهتمام مختلف الفاعلين والشركاء، وهو موضوع الحصول على المعلومات باعتباره دعامة لانفتاح الجماعة؛ موضحا أن الموضوع يكتسي أهميته لارتباطه من ناحية أولى، بحق من حقوق المواطنات والمواطنين التي نص عليها دستور المملكة، وهو الحق في الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة الإدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام، ومن ناحية ثانية بالنظر لما يعكسه تفعيل هذا الحق من تجسيد لمبادئ انفتاح الجماعة على محيطها، وهو ليس غاية في حد ذاته، بل هو أساس الولوج إلى المعطيات والمعلومات التي تمكن من تعزيز تواصل الجماعة وتدعم آفاق المشاركة الفاعلة للمواطنين ومختلف الفاعلين في الشأن العام المحلي.
وأكد رئيس المجلس على كون اختيار هذا الموضوع للنقاش والحوار، نابعا من قناعة المجلس الجماعي لسلا بأهمية وضرورة تعزيز اجراءات وتدابير انفتاح الجماعة، وفي مقدمة هذه الاجراءات تدبير المعلومات الموجودة في حوزتها وتسهيل سبل الولوج إليها، وهو كذلك عزم على مواصلة الانخراط في الجهود المبذولة على المستوى الوطني بشأن ترسيخ انفتاح مختلف الإدارات والهيئات والمؤسسات العمومية، تفعيلا لالتزامات المغرب في مجال الحكومة المنفتحة.
كما ذكر رئيس المجلس بكون بلادنا قد انخرطت سنة 2018 في مبادرة الشراكة من أجل الحكومة المنفتحة بعد استيفائها لشروط الانضمام المطلوبة، والتزامها إلى جانب الدول الأعضاء بمبادئ أساسية، وهي الوصول إلى المعلومات والمشاركة المواطنة والنزاهة، ثم الولوج إلى تكنولوجيا المعلومات التي تدعم الانفتاح والمسؤولية.وهو ما تمت ترجمته من خلال وضع خطتي عمل وطنيتين للحكومة المنفتحة، تضمنت عددا من الالتزامات من بينها تلك المتعلقة بالجماعات الترابية المنفتحة، التي تضمنتها خطة العمل الثانية للفترة 2021-2023.
ثم أكد رئيس المجلس على أنه في إطار هذا السياق الوطني المتميز بتراكمات ومكتسبات متميزة في مجال ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وآليات الديمقراطية التشاركية، وانطلاقا من التزاماته بشأن تفعيل مبادئ “الجماعة المنفتحة”، فإن المجلس الجماعي لسلا قد بادر إلى اعتماد مجموعة من الممارسات الهادفة إلى تجسيد انفتاح الجماعة على مختلف الشركاء والفاعلين، وتحقيق القرب من المواطنين ، من خلال اعتماد النشر الاستباقي للمعلومات عبر الموقع الإلكتروني للجماعة، وعلى صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتجاوب داخل الآجال المحددة مع طلبات الحصول على المعلومات الواردة على الجماعة؛ منوها من جانب آخر بالمشاركة الوازنة والقيمة للجمعيات والمواطنين إلى جانب الشركاء المؤسساتيين في اللقاءات التشاورية المنظمة بمناسبة الشروع في مرحلة التشخيص التشاوري ضمن مسلسل إعداد مشروع برنامج عمل الجماعة للفترة 2022-2027.
وعلاقة بموضوع اللقاء، فإن تفعيل الحق في الحصول على المعلومات يقتضي تسهيل عملية تقديم المعلومات بمختلف الوسائل المتوفرة لا سيما منها الوسائل الحديثة للتواصل، وفي هذا الصدد، وبالنظر إلى أهمية المعلومة الجغرافية بالنسبة للمدبر المحلي، وللساكنة ولمقدمي الخدمات على حد سواء، فقد شرعت الجماعة في إعداد نظام العنونة الخاص بها، باعتباره وثيقة مرجعية تحدد مختلف المكونات المجالية، وتساهم في تنظيم عمليات التشوير والتوجيه داخل المجال الترابي للجماعة، وذلك في أفق توفير نظام للمعلومات الجغرافية، الذي انطلق العمل بإجراءات إعداده بالمقاطعات الخمس التابعة للجماعة، والذي سيوفر قاعدة معطيات متكاملة وشاملة، سيتم وضعها رهن إشارة العموم في صيغة إلكترونية.
واختتم رئيس المجلس كلمته بتوجيه شكره الخاص الى الاستاذ المؤطر وأعضاء فريق العمل الذي يشتغل على مشروع نظام المعلومات الجغرافية للجماعة وإلى كل المساهمين في تنظيم هذا اللقاء وخاصة إلى رئيس جمعية Impact للتنمية وأطر وموظفي الجماعة.
بعد ذلك، قدمت أربعة عروض تم خلالها استعراض مجموعة من التجارب الوطنية والدولية على الشكل التالي:
- العرض الاول حول “تجربة المرصد الوطني للتنمية البشرية في إعداد أنظمة المعلومات الجغرافية”، قدمه السيد عبد الفتاح حمادي، مدير قطب أنظمة المعلومات بالمرصد.
- العرض الثاني، والذي كان بواسطة تقنية التناظر عن بعد، تناول موضوع “البيانات المفتوحة: تجربة وزارة البنيات التحتية والنقل بإيطاليا” وقدمه السيد Giorgio Agrifoglio ممثل عن الوزارة، وتولى ترجمة هذه المداخلة من الانجليزية الى العربية الاستاذ أسامة لعجيني.
- العرض الثالث تمحور حول “دور المجتمع المدني في إعداد مشروع نظام المعلومات الجغرافية: تجربة جمعية تاركا للتنمية والبيئة”، قدمه السيد وليد لعماري، ممثل عن الجمعية.
- أما العرض الرابع والمتعلق ب “مشروع نظام المعلومات الجغرافية بجماعة سلا ” فقد قدمه السيد قدور مشواط، عن فريق العمل المكلف بإعداد المشروع.
ثم فتح باب المناقشة حيث تم تسجيل العديد من المداخلات من طرف الحضور تنوعت ما بين تعبير عن التنويه باللقاء وبين تقديم مجموعة من الملاحظات والاقتراحات والتساؤلات ، تفاعل معها رئيس المجلس ومقدمو العروض والمداخلات بمزيد من التوضيح والبيان.