المقابر

يحرص المجلس الجماعي لسلا على تنظيم وصيانة المقابر والمحافظة عليها من خلال اقتناء أراضي جديدة لتخصيصها لدفن أموات المسلمين، وتجهيز المقابر المتواجدة، ولهذا الغرض أبرم المجلس صفقة لثلاث سنوات مع شركة مختصة من أجل الصيانة الدائمة واليومية للمقابر، والمتمثلة في تهييىء الممرات بتبليطها بالإسمنت المسلح واقتلاع الأعشاب الضارة وإزالة المخلفات بأنواعها وصيانة الأسوار وصباغتها، بالإضافة إلى إصلاح الأبواب، وتعيين حراس دائمين. كما تمت صيانة مستودع الأموات بالمكتب الجماعي لحفظ الصحة وتزويده بالوسائل اللازمة لحفظ الجثث إلى جانب صيانة حظيرة سيارات نقل الأموات؛ إضافة إلى إعادة افتتاح مقبرة سيدي بلعباس بعد تهيئتها  مما ساهم في تخفيف الضغط على باقي المقابر  وتوفير مساحات كافية ولائقة لدفن أموات المسلمين.

ورغم المجهودات المبذولة، ظلت نتائج  التدبير المذكور لمرفق المقابر والمعتمد أساسا على إبرام صفقات للصيانة تكلف الجماعة اعتمادات مالية سنوية تناهز قيمتها 1.3 مليون درهم، لا ترقى إلى مستوى تطلعات المجلس والساكنة من حيث ظروف الدفن والنظافة والحراسة وإزالة الأعشاب الضارة.

cimetiere1

المقابر2

وانطلاقا من رغبة جماعة سلا في تفعيل المقاربة التشاركية مع جمعيات المجتمع المدني في تهيئة وصيانة المقابر المتواجدة حاليا بالجماعة، وكذا تلك التي سيتم إحداثها مستقبلا ، خاصة وأن مساهمة المجتمع المدني في صيانة المقابر بمدينة سلا ليست بالأمر الجديد، بل تعتبر عرفا وممارسة متجذرة في سلوك أبناء سلا، نذكر منها على سبيل المثال مبادرة أحد المحسنين من أبناء المدينة وجمعية أبي رقراق في صيانة مقبرة باب معلقة، وكذلك عمليات النظافة التي قامت بها العديد من جمعيات المجتمع المدني بشراكة مع الجماعة في إطار “برنامج سلا مدينة نظيفة”؛ وتكريسا للمبادرات السابقة والمتميزة، وبمبادرة من مجموعة من أبناء مدينة سلا، أبرمت الجماعة سنة 2018 اتفاقية شراكة مع جمعية تحمل اسم “جمعية تدبير مقابر سلا” بهدف المساهمة في تهيئة وصيانة المقابر وجعلها في مستوى يليق بحرمة أموات المسلمين، واحترام المعايير الإنسانية والشرعية المتعارف عليها في تدبير هذا المرفق.

 وبموجب الاتفاقية المذكورة، تتولى “جمعية تدبير مقابر سلا”القيام بمجموعة من الإجراءات المتمثلة أساسا في السهر على احترام الضوابط المتعلقة بمواصفات القبر من حيث القبلة والطول والعرض والعمق وشكل البناء، وإحداث ممرات للراجلين تسمح بالوصول إلى القبور دون المرور فوقها، والعناية بالتشجير والفضاء الأخضر للمقابر، وتأمين الحراسة المستمرة على مستوى المقابر وتشغيل اليد العاملة وتوفير المستلزمات الضرورية للعمل، إلى جانب تنظيم الأنشطة التطوعية الهادفة إلى التحسيس والتوعية بضرورة العناية والمحافظة على نظافة المقابر. 

وتتحدد التزامات جماعة سلا بموجب الاتفاقية، في تخصيص مساهمة مالية سنوية محددة في مبلغ 1.300.000,00 (مليون وثلاثمائة ألف درهم) لفائدة جمعية تدبير مقابر سلا، وتقديم الدعم اللازم لتسهيل مأمورية الجمعية في مهام تنظيف وصيانة المقابر.

كما أن تدخلات الجمعية في هذا المجال، ستتم وفق برنامج سنوي متفق عليه، يتطلب تنفيذه ميزانية سنوية تفوق 3 ملايين درهم، مما يستلزم من الجمعية البحث عن مصادر تمويل أخرى تكتسي طابعا خيريا وإحسانيا لتغطية الفارق الذي يناهز 1.7 مليون درهم.

5

وهكذا شرعت الجمعية منذ فاتح غشت 2018 في تدبير عملية دفن أموات المسلمين بمقبرة سيدي بلعباس، وكذا في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بتوفير الحراسة والنظافة وإزالة الأعشاب الضارة بكل من مقبرتي سيدي بلعباس وباب معلقة.

وقد مكنت المقاربة الجديدة من تسجيل تحسن ملحوظ في تدبير وضعية مقابر المدينة وهو ما بدأت الساكنة تلمس نتائجه على أرض الواقع، وترك وقعا إيجابيا لدى مختلف الأطراف. كما تعتزم الجمعية  القيام بمشاريع مستقبلية تتعلق بتدبير عمليات الزيارة والدفن ومختلف الخدمات  والتدخلات المرتبطة بالصيانة بمختلف المقابر المتواجدة بتراب الجماعة.

4

2

1

وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الجماعي لسلا قد وافق خلال دورته العادية لشهر أكتوبر 2019، على اتفاقية شراكة بين جماعة سلا وجماعة السهول من أجل إحداث وتدبير مقبرة من الملك المدعو “اعبيبو 2” ذي الرسم العقاري عدد 7268/ر بجماعة السهول على مساحة تناهز 12 هكتارا.

4

3