خبراء يناقشون سبل تعزيز مشاركة الشباب في التدبير المحلي لمدينة سلا
نظمت جماعة سلا بتعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE ومنظمة اليونسكو ورشة عمل حول “المقاربة التشاركية في التدبير المحلي : مشاركة الشباب” وذلك يوم الثلاثاء 18 دجنبر 2018 بمقر الجماعة بباب بوحاجة.
حضرها ممثلو منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة اليونسكو وعدد من المنتخبين المحليين وممثلو جمعيات المجتمع المدني وهيأة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع المحدثة بالمجلس الجماعي لسلا وعدد من الشابات والشباب.
وقد استهلت أشغال الجلسة الافتتاحية للورشة بمداخلة للسيد جامع المعتصم رئيس جماعة سلا، ذكر من خلالها بالسياق الوطني المحفز على انضمام المملكة المغربية إلى مبادرة الشراكة من أجل حكومة منفتحة كنموذج فعال للحكامة الجيدة وفي ظل هذا السياق بادرت جماعة سلا بتعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إلى تنظيم ملتقى حول الادارة المنفتحة شهر كتوبر 2017، توج باعداد تقرير مفصل حول ممارسات الجماعة في مجال الادارة المنفتحة.
وأضاف السيد المعتصم ان تنظيم ورشة حول مشاركة الشباب في التدبير المحلي، هو تجسيد لإرادة المجلس الجماعي لسلا في تعزيز المقاربة التشاركية في التدبير المحلي، والانفتاح على الشباب باعتباره ثروة حقيقية للبلاد ومن الضرورة وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد وإعداد استراتيجية منذمجة للشباب والتفكير في أنجح السبل للنهوض بأحواله، وقبل كل شيء يجب أن نفتح أمامه باب الثقة والأمل في المستقبل كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وأشار السيد المعتصم إلى أن الساكنة الشابة بمدينة سلا، تشكل نسبة مهمة وهو معطى إيجابي وفي ذات الوقت تحدي يفرض إيلاء عناية خاصة بالشباب من خلال المشاريع والبرامج التنموية التي تستهدفه وهو ما يتجسد عمليا من خلال تخصيص برنامج عمل الجماعة للفترة 2018-2023 عددا من المشاريع لفائدة الشباب بشكل مباشر، بلغ عددها 85 مشروعا، قدرت تكلفة انجازها ب 1.5 مليار درهم.
من جهة أخرى، أكد السيد المعتصم أن جماعة سلا اعتمدت مبادرات لتعزيز آليات مشاركة الشباب في مسار تدبير الشأن المحلي من بينها تأسيس لجن تشاورية محلية تضم تشكيلتها عددا من الشباب سواء على مستوى مجموعات العمل أو لجنة القيادة وتنظيم لقاءات تشاورية في إطار الخميس التشاوري لسلا، حضرها شباب يمثلون جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في مجالات متعددة.
من جانبها نوهت السيدة Charlotte Denise-Adam ممثلة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بمجهودات جماعة سلا الرامية إلى ترسيخ مرتكزات ومبادئ الإدارة المنفتحة، في إطار مقاربة تشاركية من أولوياتها فتح فرص مشاركة الشباب في الشأن المحلي، كما شددت المتدخلة على جدية الالتزامات والمبادرات التي شرعت وزارة الشباب والرياضة على تفعيلها في إطار الجهوية المتقدمة بغرض توفير شروط تعزيز مشاركة الشباب في مختلف المجالات.
و في معرض تدخله أعرب السيد BINITHE CHANTALANGSU مختص في البرامج الإنسانية لمكتب منظمة اليونسكو بالرباط , عن سعادته بالعمل و الشراكة مع جماعة سلا في إطار تعزيز مكتسبات الديمقراطية المحلية , و أضاف المتدخل ان تركيز اشتغال المنظمة على المستوى الترابي هو جزء من برنامج تقوده هذه المنظمة يضم 10 دول من دول البحر الأبيض المتوسط , يهدف الى تعزيز مشاركة الشباب في السياسة على المستويين الوطني و المحلي , كما ثمن المتحدث المبادرات التي تقوم بها جماعة سلا في تفعيل دورها اتجاه إشراك الشباب في تدبير القضايا المحلية و توفير فضاءات للتعبير عن قضاياهم و هو ما يفرض العمل على تعزيز الممارسات الموجودة و العمل على وضع برامج مهيكلة للسياسات العمومية الخاصة بالشباب تستجيب لحاجيات و تساؤلات هذه الطاقات الشابة .
و في كلمة له أعرب السيد أحمد ولد القايد ممثل مديرية الشباب و الرياضة بسلا عن أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تشكل فضاء لطرح التساؤلات حول مشاركة الشباب في تدبير الشأن العام في إطار حوار جاد و صريح و مباشر بين كل الفاعلين و المهتمين بقضايا الشباب .
و تميزت أشغال الورشة بتقديم عروض تصب في موضوع إدماج الشباب في التدبير المحلي , من بينها عرض قدمته السيدة حليمة الشويكة نائبة رئيس جماعة سلا , تطرقت من خلاله إلى مبادرات جماعة سلا في تنزيل المقتضيات القانونية المتعلقة بالديمقراطية التشاركية و إرساء آليات الحوار و التشاور خاصة مع شباب المدينة.
و عرض أخر للسيد FLAVIO RAMOS ممثل مدينة “غايا” GAIA البرتغالية , تناول فيه تجربة هذه المدينة في إدماج الشباب في التدبير المحلي وإحداث مجالس الشباب كهيأت استشارية و قوة اقتراحيه بالمجالس الجماعية و المقاطعات بالبرتغال .
و للإشارة فقد انتظمت أشغال الورشة في ثلاث جلسات خصصت الجلسة الأولى لعرض المؤسسات و الهيئات الموضوعة رهن إشارة الشباب من أجل توسيع مشاركتهم في السياسات العمومية , و تمحورت الجلسة الثانية حول منهجة التتبع الناجح للسياسات من خلال آليات الحوار و المشاركة , فيما ركزت الجلسة الثالثة على الخطوط الموجهة و الممارسات الفضلى لإعداد دليل لانخراط الشباب .
