“الثقافة في تصورات وبرامج المتدخلين العموميين” موضوع يوم دراسي بجماعة سلا
في سياق الإعداد لمشروع المنتدى الدولي حول الثقافة، تم يوم السبت 15 يونيو 2019 بمقر جماعة سلا ، تنظيم يوم دراسي حول موضوع “الثقافة في تصورات وبرامج المتدخلين العموميين” من طرف مؤسسة سلا للثقافة والفنون بشراكة مع جماعة سلا؛ وذلك بمشاركة ممثلين عن وزارة الثقافة والاتصال وجهة الرباط سلا القنيطرة ووكالة تهيئة وادي أبي رقراق ونخبة من الشخصيات والفعاليات الثقافية بالمدينة ومجموعة من ممثلي الجمعيات المحلية بسلا.
اللقاء استهل بكلمة ترحيبية للأستاذ محمد لطفي المريني رئيس مؤسسة سلا للثقافة والفنون الذي ذكر بأهمية وسياق تنظيم هذا اليوم الدراسي. بعد ذلك، تم تقديم مجموعة من العروض والمداخلات من طرف ممثلي المؤسسات العمومية المعنية .
في البداية قدم السيد جامع المعتصم رئيس جماعة سلا عرضا مفصلا ذكر فيه بالمميزات الثقافية للمدينة والبنيات الثقافية المتوفرة وأهم التظاهرات التي تميز سلا وتساهم في إشعاعها الثقافي ليِؤكد على كون الجماعة، وفي إطار مقاربة تشاركية، قد اختارت اعتماد رؤية خاصة ببرنامج عملها للفترة من 2019-2023 تجعل من الرهان الثقافي مدخلا لتنمية المدينة.
كما قدم لمحة عن مختلف أشكال الدعم الذي تقدمه جماعة سلا للجمعيات الثقافية بالمدينة وكذا الشراكات المرتبطة بالمجال الثقافي .ثم أعطى لمحة عن مختلف المشاريع الثقافية التي تم اعتمادها سواء في إطار اتفاقية تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لسلا 2019-2023 أو في أطار برنامج عمل الجماعة 2018-2023. ليخلص في الأخير إلى أهم الأهداف التي ينبغي العمل عليها لجعل الثقافة قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمدينة سلا.
بعد ذلك قدم السيد محمد عواد نائب رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة مداخلة أوضح من خلالها استرتيجية الجهة في المجال الثقافي في إطار مخطط التنمية الجهوية ، ليذكر بأبرز منجزات ومساهمات الجهة في دعم الأنشطة والمشاريع الثقافية يالجهة بتعاون مع مختلف الشركاء وخاصة وزارة الثقافة؛ وعن إمكانية استثمار التعاون الدولي في المجال الثقافي.
السيد محمد الصمار، مدير التراث التاريخي والاركيولوجي بوكالة تهيئة وادي أبي رقراق، قدم عرضا أبرز من خلاله برامج ومشاريع الوكالة وخاصة ترميم الأسوار التاريخية و باب السقالة و الواجهة البحرية للمدينة العتيقة لسلا في احترام تام لخصوصية هذه المآثر سواء من حيث أشكالها الأصلية أو من حيث مواد البناء المستعملة في إعادة تأهيلها وترميمها.
أما السيد محمد الكرومبي ممثل وزارة الثقافة ومحافظ المآثر التاريخية بسلا، فتناول الجوانب القانونية وتصنيف مجموعة من المآثر كتراث إنساني كما تحدث عن مساهمة الوزارة في برامج واتفاقيات التأهيل الخاصة بالمدينة العتيقة لسلا سواء الاتفاقية السابقة 2014-2016 أو الاتفاقية الموقعة مؤخرا أمام أنظار جلالة الملك؛ مؤكدا على أهمية الدعم المادي واللامادي وما تقدمه الوزارة من تأطير واستشارة في كل ما يتعلق بالمحافظة على التراث الثقافي والتاريخي للمدينة.
آخر عرض تم تقديمه من طرف السيد محمد لطفي المريني رئيس مؤسسة سلا للثقافة والفنون وتمحور حول تقديم مجموعة من المعطيات المتعلقة بالعناصر الاقتصادية وغير الاقتصادية للنشاط الثقافي وعناصر جاذبية المجال والمحددات المالية للفعل الثقافي سواء بالنسبة للدولة أو الجماعات الترابية أو الأفراد. كما تطرق الى اختصاصات المتدخلين العموميين في المجال الثقافي. ثم قدم مجموعة من الإحصائيات و المقارنات التي تعكس مستوى الاهتمام الثقافي بمجموعة من الدول. مختتما عرضه بتقديم مجموعة من الرهانات التي ينبغي العمل على كسبها من خلال الارتكاز على تدبير احترافي تعاضدي للبنيات الثقافية وبلورة صورة جديدة للمدينة.
وبعد فتح باب المناقشة قدمت العديد من الإضافات والملاحظات والتساؤلات والاقتراحات. واختتم هذا اليوم الدراسي بتقرير تركيبي لمجمل ما دار خلال هذا اللقاء.
