السيد رئيس الجماعة يشارك في ندوة حول “الانتقال نحو مدن مستدامة”
نظم الائتلاف المغربي من أجل المناخ و التنمية المستدامة لجهة الرباط-سلا-القنيطرة يوم السبت 30 يونيو 2018 بالقاعة الكبرى بمقر جماعة سلا ندوة حول موضوع “الانتقال نحو مدن مستدامة”. و قد عرفت الندوة مشاركة ممثلين عن كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والمجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي و مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة ومجلس جماعة سلا.
وضمن أشغال الجلسة الأولى للندوة والتي خصصت لمحور “البرامج الترابية لنمو المدن: مدينتي سلا و القنيطرة نموذجا” ، قدم السيد جامع المعتصم رئيس جماعة سلا مداخلة تركزت بالخصوص حول المجهودات المبذولة من طرف مجلس المدينة للاسهام في ارساء تنمية محلية مستدامة. حيث ذكر رئيس المجلس بأنه تفعيلا لاختصاصات في تقديم خدمات القرب للمواطنات والمواطنين، ووفاء لالتزاماته بالانخراط في مجهودات الحفاظ على البيئة، فإن المجلس يحرص دائما على استحضار البعد البيئي في مختلف المشاريع المنجزة أو المبرمج انجازها، خاصة تلك المدرجة ضمن برنامج عمل الجماعة الذي تمت المصادقة عليه في الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لسلا في شهر ماي المنصرم.
هذا البرنامج الذي تم إعداده في إطار مجهود مشترك بين المجلس الجماعي والجمعيات والساكنة والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية وبتنسيق مع المصالح الخارجية، والذي تضمن مجموعة من البرامج والمشاريع التنموية استحضرت فيها أولوية الحفاظ على البيئة، بحيث تم اعتبار دعم التنمية المستدامة وتثمين المجالات الطبيعية أحد أهدافه الإستراتيجية؛ هذا الهدف، عمليا، سيتم تفعيله من خلال مشاريع تخص البنيات التحتية والتنقل والتنمية المستدامة، والتي تشكل محورا ضمن المحاور الاستراتيجية الستة للبرنامج، وذلك من خلال 6 برامج تضم 114 مشروعا بتكلفة إجمالية تفوق 5000 مليون درهم، سيخصص أزيد من 30 مشروعا فيه لتهيئة المناطق الخضراء بقيمة تفوق 240 مليون درهم.
كما قام المجلس الجماعي لسلا بدراسة مشروع تصميم التهيئة في دورة أكتوبر 2017 والذي تضمن العديد من الإجراءات النوعية الهادفة لحماية البيئة وترسيخ مبدأ التنمية المستدامة خاصة تلك المتعلقة بالتحكم في استهلاك الطاقة الكهربائية بمختلف استعمالاتها ( المنزلية، الإنارة العمومية البنايات الإدارية) وتشجيع استعمال الطاقات البديلة والحد من استعمال المكيفات الهوائية، واعتماد تصاميم للبناء تستفيد من التهوية الطبيعية والنسبة العالية للتشمس التي تتميز بها المدينة طيلة السنة. كما تضمن التصميم مجموعة من التدابير المتعلقة بالاستفادة من مياه الأمطار عن طريق تخزينها في المرافق التي تحتاج إليها مثل الملاعب الرياضية والمناطق الخضراء والإقامات التي تتجاوز مساحتها القابلة للسكن 2000 متر مربع. كما اعتمد التصميم مجموعة من المواصفات المتعلقة بالبنايات ذات الجودة البيئية العالية HQE مثل توفرها على نظام التسخين الشمسي للماء، تخزين مياه الأمطار للبنايات التي تتجاوز مساحتها 500 متر مربع وتخصيص 30% من مساحة الشرفات للنباتات.
عمليا دائما، شرعت الجماعة في تنظيم برنامج بيئي طموح منذ سنة 2017، يولي الاهتمام لنظافة المدينة، وهو برنامج سلا مدينة نظيفة، بشراكة مع المقاطعات الخمس والشركات المفوض لها تدبير القطاع بالمدينة وعدد من الجمعيات النشيطة في المجال. هذا البرنامج يروم تحقيق مستوى أعلى لنظافة المدينة بمشاركة جميع المعنيين وعبر جملة من الإجراءات قوامها الأساسي تغيير السلوكات السلبية في التعامل مع النفايات. وقد أسفرت النسخة الأولى للبرنامج عن نتائج ايجابية ومرضية من خلال توسيع مشاركة الجمعيات والساكنة في الحفاظ على نظافة البيئة وفي عمليات التوعية والتحسيس وأشغال التشجير وصيانة المساحات الخضراء ورسم الجداريات.
اهتمام الجماعة بالجانب البيئي يتجسد كذلك من خلال تفويض تدبير جمع النفايات وعمليات الكنس لشركات متخصصة، وتجديد العقود المبرمة في هذا الشأن لملائمتها مع مطلب جودة الخدمات المقدمة وتطوير آليات الاشتغال. وفي هذا الصدد وباقتراح من الجماعة قامت الشركات المفوضة بوضع عدد من الحاويات الأرضية كمبادرة نوعية على مستوى المدينة واعتماد الفرز الأولي للنفايات المنزلية في العديد من الإقامات السكنية (أزيد من 20 إقامة على مستوى مقاطعة باب لمريسة). كما تم إضافة ملحق خاص بجمع مخلفات البناء.
كما تمكنت الجماعة، في الشهر الحالي، في مبادرة نوعية من استعمال نظام الطاقة الشمسية في إنارة ممرات وتجهيزات السوق المركزي بباب لمريسة، وهو ما سيمكن من تقليص فاتورة الكهرباء بهذا المرفق.