“سلا ..،روائع ووعود” مؤلف جماعي جديد مكرس ل”مدينة القراصنة”

livre2

“سلا، روائع ووعود” عنوان لكتاب جديد مكرس لمدينة سلا، للناشر المغربي سعد حسيني، تحت إشراف السيد محمد لطفي المريني.

أنجز المؤلف، الذي يقع في 200 صفحة، من طرف لفيف من الكتاب والباحثين والسياسيين والباحثين الموسيقيين والجامعيين والصحافيين والفنانين من قبيل فاطمة أيت امحند و إسماعيل العلوي وحنا عربون وأحمد عيدون وجامع بيضا وهاجر بنزهة وعبد الله شقرون ونجوى الحسوني وسعد حسيني وسفيان حسيني وبدر الدين الإدريسي وامحمد كرومبي ورشيدة لكحل وعز المغرب معنينو وليلي مزيان ومحمد لطفي المريني ونبيل الرحموني وسعيد سيحيدا و فؤاد صويبة والمكي الزواوي وتيدي سوغان وعبد اللطيف الصيباري ومحمد بنلحسن وسيسيل شاتلان وكمال حسيني وإيزابيل ماران.

ويقترح المؤلف، المزين بصور فوتوغرافية رائعة تبرز بالخصوص المآثر التليدة للمدينة، على القراء جولة سياحية تمكنهم من التعرف على روائع مدينة القراصنة، وقلاعها : باب المريسة والقصبة والأبراج والمآثر والقبب والأماكن الفسيحة والمساجد والمدرسة المرينية والمدينة العتيقة ومجوهرات الصناعة التقليدية، والحدائق الغريبة لبوقنادل والعادات والتقاليد لاسيما موسم الشموع الذي ينظم ليلة عيد المولد النبوي.

ويقدم المؤلفون أيضا لمحة عن تاريخ المدينة، والحياة الثقافية المزدهرة، والحياة الجمعوية الغنية، والحياة الفنية والرياضية، والتحف المعمارية الرائعة، والعمران (مشروع تهيئة ضفة وادي بورقراق)، والقطاع الصناعي والتكوينات المقترحة على الطلبة، كما يستعيدون نضال الحركة الوطنية المغربية من أجل الاستقلال عبر رسم بورتريهات لشخصيات تنحدر من سلا تركت بصماتها في حقول الدبلوماسية والعلوم والسياسة والثقافة والفنون وكذا الجانب الروحي.

وفي مقدمة للكتاب، أشاد رئيس جماعة سلا جامع المعتصم بالمزايا العديدة السياحية والتاريخية والحضرية والثقافية لمدينة القراصنة، موضحا أن سلا هي إحدى أقدم مدن المملكة إذ أن تاريخها يعود لأزيد من ألف سنة، مؤكدا أن المآثر الضخمة التي شادتها الدول العديدة المتعاقبة هي دلائل مادية على العظمة السابقة للمدينة التي نحتت هويتها ونسجت شخصيتها.

ولاحظ السيد المعتصم أنه خلال العقود الأخيرة، شهدت مدينة سلا تحولات كبرى على الصعيدين الديموغرافي والحضري، مشيدا بتطور الحاضرة، وذلك بفضل المشاريع الكبرى التي تستفيد من الرعاية الملكية السامية على غرار مشروع تهيئة ضفة وادي بورقراق، ومجمع تكنوبوليس، وكذا بفضل الجهود التي يبذلها مجموع المتدخلين في مجال الاستثمارات الهادفة إلى جعل سلا مركزا اقتصاديا وثقافيا معترفا به على الصعيدين الوطني والدولي، وتحسين ظروف عيش سكانها، 

وأشار إلى أن عمودية مدينة سلا تبنت، بتشاور مع الفاعلين المعنببن، وفي إطار مقاربة تشاركية، خطة عمل تضم سلسلة من المشاريع والأنشطة الرامية إلى تعزيز التراث الثقافي للمدينة، وتعزيز البنيات التحتية الأساسية، وخدمات القرب وخلق بيئة مستقطبة للاستثمارات.

وأعرب جامع المعتصم عن يقينه بأن الكتاب المعنون “سلا : روائع ووعود”، وهو ثمرة جهد جماعي، سيثري النشر بمدينة سلا، ويسلط ضوءا جديدا على تاريخ المدينة، وسيعمل على تعزيز صورة مدينة أصيلة بقيمها وجذابة بمؤهلاتها.

وفي توطئة الكتاب، قدم محمد لطفي المريني لمحة عن تاريخ المدينة، واستعرض أهم المراحل التي ميزت بناء الأحياء القديمة والحديثة للمدينة، وكذا تجمعاتها، وجسورها، وتحصيناتها الدفاعية، ومساجدها.

وحرص السيد المريني أيضا على الإشادة بذكرى جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، الذي قام سنة 1995 بتعيين أول مدينة بانورامية مغربية جنوب مدينة سلا، ”سلا الجديدة”، والذي وهب البقعة الأرضية لإنشاء المدينة الجديدة التي تهدف إلى إيواء العائلات التي عاشت خطر انهيار المدينة العتيقة، وساكني أحياء الصفيح، وكذا الطبقة الوسطى.

وفي خلاصة الكتاب، تساءل المؤلفون عن مستقبل سلا، مؤكدين أن على تراب مدينة القراصنة، في السنوات المقبلة، أن يمتد في مشروع حضري حيث تتلاقى الموارد والمواهب، وحيث تتوافق الحضرية مع الطبيعة بطريقة تجعل العيش هناك جيدا.

وأوضح المؤلفون أن الديموغرافيا والجغرافيا وإرادة الدولة أتاحت وتتيح تشجيع واقتراح مشاريع حضرية تعنى برسم معالم تطوير الأراضي والمدينة في نهج موحد، مؤكدين أن مدينة سلا، وهي حضرية تاريخيا، لا تفتقر إلى خصائص إيجابية لأجل الحصول على سمات الحضرية في القرن ال 21 (مدينة عالمية، ذكية، صفر كربون، وخضراء … الخ) لتستعيد مكانتها السابقة.


المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء.