الرابطة المحمدية للعلماء تنظم لقاءا للأطفال حول التسامح بمقر جماعة سلا

rabita4

احتفاء باليوم العالمي للتسامح، الذي يصادف السادس عشر من نونبر من كل سنة، نظمت وحدة “الفطرة” للناشئة التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، أمس الأربعاء 08 نونبر 2017، بالقاعة الكبرى لجماعة سلا، لقاءا فكريا للأطفال والشباب تحت عنوان “التسامح… أفق لسلوك الأطفال والشباب” بتنسيق مع منظمة “اليونيسيف” وبدعم من الحكومة اليابانية.

وأكد فضيلة الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن تنظيم هذا اللقاء يندرج في سياق المجهودات التي تبذلها الرابطة المحمدية بغية غرس قيم التسامح في نفوس الناشئة أجيال الغد، مشيرا إلى أن “التسامح ليس شعارا يرفع بل وضع نفسي يغرس في وجدان النشء، وتملك لكل القيم المتحورة حول التسامح بطريقة بانية تزول معها كل العوائق النفسية والوجدانية والثقافية، ووضع حد للاصطدام الذي يتغيا إظهار الرأي الواحد والانتصار له”.
وبعد أن أشار الدكتور عبادي إلى أن “التسامح ليس مفهوما استيطيقيا جماليا محضا، بل مفهوما وظيفيا”، اعتبر أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للناشئة تملك القدرات والمهارات الحياتية التي سيعملون على تمريرها لنظرائهم المراهقين والشباب عبر مقاربة “التثقيف بالنظير”، والتي “أثبتت نجاعتها كوسيلة تمهير في نقل السلوكيات الإيجابية” يردف المتحدث.
وشدد فضيلة السيد الأمين العام على ضرورة مخاطبة الناشئة بما يناسب إدراكها وبما يلبي انتظاراتها وتطلعاتها ومعاناتها على اعتبار أن المجتمعات الإنسانية تضم شرائح مجتمعية مختلفة تتطلب آليات تواصلية مختلفة”، مبرزا أن ” الطفولة في حاجة لمن يعي تطلعاتها و انتظاراتها ومن يلعب معها “اللعب العلمي الهادف” الحامل للقيم البانية المسعفة على التسامح والرافضة لكل أشكال التطرف و رفض الآخر”.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عبادي أن “وحدة الفطرة” للناشئة تنكب من خلال أنشطتها المختلفة على بلورة الألعاب العلمية الحاملة للقيم البانية المسعفة على التسامح، والمعززة للريادة، من قصص مصورة، وألعاب فيديو،… وذلك من أجل إكساب الأطفال والمراهقين القدرات والمهارات الحياتية”.
وأشاد الدكتور عبادي بمشروع “إشراق” الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بتنسيق مع منظمة “اليونيسيف” وبدعم من الحكومة اليابانية، مشيرا إلى أنه “سيكون مستقبلا قابلا للتصدير لباقي الدول الإفريقية والعالمية عندما ستستكمل معالم هذا الصرح العلمي الهادف”.

rabita1
من جهته، قال بهزات نوباري، نائب ممثلة “اليونيسيف” في المغرب، إن “الأطفال والمراهقين عناصر مفتاح لتعزيز قيم التسامح في المجتمعات التي تمزقها الصراعات ونزعات التطرف”، مشيرا إلى أن “هذا المشروع يروم الإسهام في تعزيز حقوق الطفل عن طريق غرس ثقافة التسامح في نفوسهم”.
واعتبر ذات المتحدث أن “المشروع يهدف أيضا الى تزويد الأطفال “الرواد” بمجموعة من المهارات والقدرات الحياتية من أجل تمليكهم قيم التسامح وقبول الآخر، ونبذ العنف والتطرف”، مشيدا بالمقاربة الإبداعية للرابطة المحمدية للعلماء المرتكزة على إنشاء موقع إلكتروني لوحدة الفطرة كفضاء للأطفال لإبراز قدراتهم ومهاراتهم، وكمجال لتشبيك العلاقات وتعزيز قيم التسامح ومحاربة التطرف والعنف”.
بهزات نوباري شدد على أهمية التواصل عبر الشبكات الاجتماعية واستعمال التكنولوجيات الحديثة من أجل إنتاج خطابات بديلة مسعفة على التسامح وقبول الآخر، وهو ما يروم مشروع “إشراق” تحقيقه، يردف المتحدث.

وأوضح ممثل السفارة اليابانية بالمغرب، كينجي كوراطوشي، من جانبه أن ” مشروع “إشراق” سيسهم في حل النزاعات وسوء الفهم والتطرف الذي يشهده عالم اليوم، وذلك من خلال تسليح الأطفال بالمهارات والقدرات الحياتية التي ستمكنهم من لعب أدوارهم المجتمعية مستقبلا”.
وأشاد كينجي كوراطوشي بالشراكة التي تربط الرابطة المحمدية للعلماء واليونيسيف والحكومة اليابانية في إطار هذا المشروع، مؤكدا بأنه” يهدف في صلبه إلى تعزيز ثقافة التسامح والمرونة والاعتدال من خلال خلق شبكة للشباب الرائد لمكافحة التطرف العنيف، ومواكبة المراهقين والشباب، خاصة أولئك الأكثر هشاشة”.

ومن منطلق التوجه الإفريقي الجديد للدبلوماسية المغربية، و الرؤية الملكية السامية المؤطرة لعملها، ألقى أمادو إليهان كان، ممثل الفنانين والأدباء الأفارقة كلمة أعرب فيها عن تشكراته للمغرب ملكا وشعبا على اهتمامهما بالقارة الافريقية، مشيرا إلى أن “الزيارات الملكية السامية لعدد من بلدان القارة تجسيد لارتباط المغرب بجذوره الإفريقية، وحرص من المملكة المغربية على تقاسم تجربتها في مجال تدبير الحقل الديني مع هذه البلدان”.

حضر هذا اللقاء كل من السادة: ممثل منظمة اليونسكو خالد صلاح، عمدة مدينة سلا جامع المعتصم، رؤساء مقاطعات مدينة سلا، رجال السلطات المحلية، المدير الإقليمي للشباب والرياضة، المنسق الإقليمي للتعاون الوطني، ممثل الوكالة المغربية للتعاون الدولي، وممثل اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، بالإضافة الى جمع غفير من الأطفال وأولياء أمورهم وعدد من مسؤولي الرابطة المحمدية للعلماء.