الخميس التشاوري يطرح للنقاش دور الفاعلين المحليين للمساهمة في تأهيل المدرسة العمومية

 jsc4_5

ترأس السيد جامع المعتصم رئيس المجلس الجماعي لسلا لقاء تشاوريا حول موضوع ” أي دور للفاعلين المحليين للمساهمة في تأهيل المدرسة العمومية؟ “، وذلك يوم الخميس 06 يوليوز 2017 على الساعة الرابعة بعد الزوال بالقاعة الكبرى للجماعة بباب بوحاجة، وحضره رؤساء مجالس المقاطعات وأعضاء المجلس الجماعي وعدد من المنتخبين على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة وممثلي المصالح الخارجية بالمدينة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي ووسائل الإعلام وفعاليات جمعوية وجمهور من المواطنين، إلى جانب وفد عن الشبكة المغربية للحكامة التشاركية الذي اطلع على تجربة جماعة سلا في تنزيل المقتضيات القانونية المتعلقة بآليات الحوار والتشاور من خلال لقاءات الخميس التشاوري الذي أضحى فضاء للتشاور ومناقشة القضايا المحلية.

jsc4_2

في مستهل هذا اللقاء، أكد السيد المعتصم على أهمية الموضوع المخصص للنقاش والتشاور باعتباره يشكل القضية الثانية بعد قضية الوحدة الترابية للمملكة، ويحظى بالاهتمام منذ الاستقلال وبشأنه نظمت مناظرات وطنية وأحدثت لجان خاصة آخرها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الذي اصدر رؤيته الاستراتيجية لإصلاح قطاع التعليم. وأضاف السيد المعتصم انه بالرغم من المجهودات المبذولة للنهوض بالقطاع والذي تخصص له ميزانية مهمة تصل إلى 60 مليار درهم، فإن النتائج المرجوة لم يتم تحقيقها بعد، مؤكدا أن الإشكال الذي يعاني منه ليس ماديا، ولذلك يتعين فتح حوار مع مختلف الفاعلين للتشاور حول مشاكل المدرسة العمومية وللمساهمة بشكل ايجابي في تطوير وتحسين مستوى التمدرس والتعليم ببلادنا.

jsc4_4

ومن موقعه كرئيس للمجلس الجماعي لسلا أوضح المتدخل أن الجماعة ستتخذ كل الإجراءات الضرورية من اجل دعم مبادرات تأهيل المدرسة العمومية انطلاقا من الاختصاصات المخولة لها قانونا. ومن بين المبادرات المتخذة في هذا الإطار إبرام اتفاقية شراكة بين المجلس الجماعي لسلا والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بشأن دعم التعليم الأولي بالمناطق التي تعاني من الخصاص من خلال بناء وترميم أقسام داخل مؤسسات التعليم الأساسي مخصصة للتعليم الأولي.

jsc4_3

من جانبه استعرض السيد توفيق الهروتي رئيس مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني المحاور الأساسية لإستراتيجية إصلاح منظومة التربية والتعليم للفترة الممتدة من 2015 إلى 2030، مؤكدا أن تنزيل الرؤية الإستراتيجية للإصلاح يتم من خلال 16 مشروعا مندمجا تتناسق أهداف كل مشروع مع رافعات هذه الرؤية، وتنتظم في ثلاث مجالات هي مجال الإنصاف وتكافؤ الفرص الذي يضم 6 مشاريع تهدف بالأساس إلى تحقيق المساواة في ولوج التربية بين الأوساط القروية وشبه الحضرية والمناطق ذات الخصاص وتأمين التمدرس الاستدراكي، ومجال الارتقاء بجودة التربية والتكوين الذي يشمل بدوره 6 مشاريع من بين ما تهدف إليه تطوير النموذج البيداغوجي القائم من خلال تحديد الوظائف المرجعية والمعرفية لأطوار التربية والتكوين وملاءمة المقاربات البيداغوجية مع المستجدات التربوية، فيما يرتبط المجال الثالث بالحكامة والتعبئة من خلال 4 مشاريع تروم تعزيز الحكامة وتحقيق تعبئة مجتمعية مستدامة والارتقاء بالعنصر البشري. وعن مستلزمات إنجاح المشاريع المندمجة أكد المتدخل على تقوية القدرات التدبيرية للعاملين في المنظومة التربوية وتفعيل التواصل داخلها وخارجها وتحقيق التعبئة المجتمعية الشاملة من اجل المدرسة في أفق سنة 2030 مع ضرورة إرساء وحدات جهوية للمفتشية العامة للوزارة الوصية.

وفي كلمة لها، أكدت السيدة حليمة الشويكة نائبة السيد رئيس المجلس الجماعي لسلا على أن ادوار المجالس الجماعية في مجال التعليم تؤطرها الرؤية الاستراتيجية للإصلاح، والتي تطرح قضية مساهمة الجماعات الترابية في النهوض بالمدرسة العمومية حسب ما تخوله الاختصاصات المؤطرة بالقانون، كما يؤطر هذه المساهمة في مجال التعليم، القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات والذي يشير في المادة 87 إلى أن الجماعة تقوم في إطار الشراكة  بدعم التعليم الأولي والمكتبات الجماعية ومراكز الإيواء الاجتماعي ومؤسسات التعليم الأولي.

وأضافت المتدخلة أن جماعة سلا منخرطة في مجموعة من الأعمال التي تساهم في النهوض بالتعليم حيث عملت على دعم مؤسسات التعليم الأساسي للاستفادة من الربط بشبكات الماء والكهرباء والتطهير، وذلك بمساهمة مالية بلغت 300.000 درهم في إطار اتفاقية شراكة مع الأكاديمية الجهوية للتعليم وأطراف أخرى، كما أن الجماعة تساهم بمنح مالية سنوية لمراكز الإيواء الاجتماعي التي يستفيد منها التلاميذ في كل من سلا الجديدة وتابريكت، وإلى جانب ذلك فإن كل مجالس المقاطعات تستحضر في برامجها السنوية دعم وتشجيع التلاميذ في المدارس العمومية من خلال توفير اللوازم المدرسية للتلاميذ المعوزين وجوائز قيمة للمتفوقين كما تساهم في نظافة وتأهيل المؤسسات التعليمية بالصباغة وتبليط الجدران الخارجية والتشوير.

وفي ما يتعلق بالانتظارات والآفاق، فإن جماعة سلا ستواصل أشغال تجهيز وصيانة الملاعب الرياضية داخل المؤسسات التعليمية لتكون جاهزة لحصص التربية البدنية بالنسبة للتلاميذ، وفي متناول جمعيات الأحياء المجاورة خارج أوقات الدراسة.

ومن خلال عرض حول أي مساهمة للمجتمع المدني في دعم مدرسة الغد، تطرقت السيدة فاطمة بوبكري ممثلة اللجن التشاورية للمقاطعات إلى المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات التعليمية بالجماعة والى الإجراءات الكفيلة بالنهوض بالمدرسة العمومية إلى مستوى التطلعات، مشددة على ضرورة فتح مختلف قنوات إشراك الجمعيات في أوراش ومبادرات الإصلاح من أجل ضمان فرص نجاحها.

وبخصوص مساهمة مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة في تأهيل المدرسة العمومية، أكدت السيدة نعيمة الشدادي نائبة رئيس مجلس الجهة المكلفة بالثقافة والتربية والتكوين، أن الجهة تضع قضايا التربية والتكوين في صلب اهتماماتها وتخصص لذلك موارد مالية ستمكن من انجاز مشاريع تهم بالأساس، وعلى مستوى جل أقاليم الجهة، ربط المؤسسات التعليمية بشبكة الماء وإحداث الطرق التي ستربطها بمحيطها وكذا تجهيزها بمختلف المرافق الأساسية.

وقد خصصت الفقرة الثانية من اللقاء، للمناقشة والتشاور مع الحضور حول موضوع اللقاء وتسجيل الاقتراحات والتوصيات التي سيتم إدراجها في برنامج عمل لجنة قيادة الخميس التشاوري لسلا قصد تفعيلها.