ذاكرة المكان

يحف وادي أبي رقراق مجموعة من المآثر التارخية المصنفة ضمن التراث العالمي. تمثل هذه المعالم التاريخ المجيد للموقع وتسلط الضوء على تنوع التقاليد المرتبطة بالتراث الثقافي لسكان الرباط وسلا.
في نهجها للحفاظ على ذاكرة المكان، عملت وكالة أبي رقراق على إعادة تأهيل وتطوير المواقع ذات الرمزية العالية وإدماجها في مجموعة من المعالم الحضرية التي تنسجم مع الاستمرارية في التاريخ.  حيث تم العمل على الحفاظ على المواقع التاريخية الكبرى والتي تتركز في الجزء الخلفي من مصب الوادي، وربطها مع بعضها البعض لتشكل على طول الوادي شبكة شاملة من الأماكن المميزة، مثل إعادة تأهيل الأوداية، والحفريات الأثرية وإعادة تأهيل شالة وترميم المباني التاريخية.

تهيئة ساحة باب لمريسة:

espace1

تمت تهيئة ساحة “باب لمريسة” التي تمتد على مساحة قدرها 6.9 هكتار. وذلك بهدف رد الاعتبار لهذه المعلمة باعتبارها من الرموز التاريخية المهمة لمدينة سلا، حيث تعرضت لمجموعة  من المخاطر التي طالتها منذ القرن 18، إذ تعرضت لاكتساح رمال الوادي٬ الشيء الذي كاد يطمس هويتها٬ وكذلك التشويه الذي مسها منذ سنة 1920 نتيجة الزحف الإسمنتي الذي لم تراعى فيه أدنى خصوصياتها٬ بالإضافة إلى مختلف التأثيرات التي لحقتها جراء التلوث الناتج عن السير الطرقي بجنباتها وغياب ممرات بديلة. كما حرصت على الأخذ بعين الاعتبار التوصيات والتوجيهات التي جاءت بها سنة 2003 اللجنة المكونة من مجموعة من الخبراء والباحثين والمهتمين بالتراث التاريخي وهيئات المجتمع المدني في إطار الميثاق الأولي لتهيئة ضفتي أبي رقراق.

وقد باشرت الوكالة عملية الترميم بالارتكاز على المعايير المتعارف عليها في هذا المجال٬ وذلك على طول السور المحاذي للمدينة القديمة٬ حيث تم طلاء هذا السور بمادة خاصة تراعي الخصوصية التقنية والتاريخية مع الترميم اللازم وإرجاع الأحجار إلى مكانها باحترافية وتناسق يحافظان على المعطى التاريخي للسور وجميع أبواب المدينة القديمة بسلا.

marina

ومراعاة لأهمية المجال الإيكولوجي٬ تم تخصيص مساحات هامة للفضاءات الخضراء٬ ما ساهم في إدخال رونق طبيعي بمحاذاتها٬ وحد في الوقت نفسه من التلوث الذي طالها٬ وقد تم إفراد ساحة باب فاس بمساحة 1130 مترا مربعا لاستقبال التظاهرات الثقافية والفنية. كما تم إنشاء طريق ثنائي بعرض 9.5 متر والذي خفف الضغط على السير والجولان٬ كما ساهم في تسهيل التنقل بين باب لمريسة وحي كاردونة سابقا ومحطة الطرامواي باب لمريسة.

وتجدر الإشارة إلى أن الواجهة المحاذية للوادي وموقع الميناء الترفيهي الحالي من السور تم إنشاؤه سنة 1260، وذلك لجعل المدينة على شكل قلعة تحميها من تطاولات قراصنة البحر٬ كما عمل السلطان أبو يوسف يعقوب على بناء برجين مربعين محاذيين للمدينة يبرزان مدى التطور العمراني خلال تلك الحقبة من التاريخ. كما تعتبر هذه المنشأة من أقدم المآثر المرينية بالمملكة. وقد تم ربط هذه المعلمة بالوادي وبالملاح الجديد عبر قناة بناها السلطان مولاي سليمان في بداية القرن 19.

تجديد ساحة الملوحة و مستودعها ‘ مولاي اليزيد ‘ـ قصبة الوداية:

ساحة الملوحة هي واحدة من الأماكن التاريخية الهامة لمصب أبي رقراق بأكمله بشكل عام وبشكل خاص لقصبة الأوداية. و قد مثلت هذه الساحة الركن الشمالي الغربي من القصبة الموحدية (المسماة سابقا بالمهدية). وقد تم بناؤها في القرن ال18 في عهد سيدي محمد بن عبد الله في إطار تطوير البنية العسكرية للخط الدفاعي الساحلي على المحيط الأطلسي للرباط ـ سلا.
و قد تم بناء الأسوار الحدودية لهاته الساحة بالتزامن مع الصقالات السبع للواجهة البحرية للمصب. و قد شيد السلطان المولي اليزيد مستودعا يحمل اسمه سنة 1790 بعد ذلك و هو منشأة عسكرية علوية مهمة كان الهدف منها احتواء المعدات العسكرية للساحة.
و يتعلق جزء من التجديد على وجه الخصوص بتهيئة الأرضيات (تثبيت و ترصيف الأرض بمنطقة السحول)، وإعادة تأهيل الدرج وتجهيز الشوارع وتركيب المقاعد العمومية.

إعادة هيكلة ساحة الخزافين:

شملت تهيئة الوضعية العقارية و تسوية الوضع القانوني من خلال تنفيذ خطة تجزئة تسمح للمكترين بتملك التجزئات. وضمت الأشغال  حماية المنطقة من الفيضانات، وإصلاح شبكات الصرف المائي القائمة و إضافة شبكات جديدة. و تهيئة المساحات العامة والمساحات الخضراء. إضافة إلى  تهيئة الأرصفة وممرات المنتزه .

ساحة سيدي بناصر:

تشكل ساحة سيدي بناصر الانفتاح الكبير لمدينة الرباط على واجهتها البحرية ومتنفسا مهما للمدينة والحي المجاور. تتكون الساحة من مساحتين تقعان على طول شاطئ سلا ومقبرة سيدي بناصر. كما تتميز باحتضانها لضريح سيدي بناصر.

المنشآت الثقافية:

وتشمل مشاريع ثقافية كبرى مثل المسرح الكبير للرباط ومتحف علم الآثار وعلوم الأرض. و ينخرط المسرح الكبير للرباط ومتحف علم الآثار وعلوم الأرض في إطار سياسة التجهيز الثقافي و تجديد الموروث الحضري لربوع المملكة.

المسرح الكبير للرباط بتصميم فريد على مساحة 27000 م2

marina8

يهدف مشروع المسرح الكبير بالمغرب، الذي دشنه صاحب الجلالة محمد السادس يوم 12 ماي 2014 إلى جعل الرباط واحدة من كبريات العواصم الثقافية العالمية، يشتمل تصميم المسرح الكبير على قاعة كبرى للعروض تتسع لأزيد من 2050 شخصًا، كما يشتمل على خدمات سمعية بصرية متطورة، إلى جانب مسرح صغير يتسع لـ520 شخص، وسيضم المشروع كذلك مدرجًا خارجيًا يتسع لـ 7000  شخصًا لاستقبال مختلف التظاهرات الموسيقية والفنية علاوة على مرافق أخرى متنوعة. تناهز تكلفة المشروع 1.35 مليار درهم. وقد تم تخصيص مساحة 47,000 مترًا مربعًا على ضفاف نهر أبي رقراق لتنفيذ هذا المشروع، مع مساحات خضراء على مساحة 27,000 متر مربع.